بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده،
ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله،
فلا مضلَّ له، ومن يُضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد، فإن محبة الله ورضاه مبتغى كل مسلم ومسلمة حيث
في محبته العزة والشرف والنجاة عند الله يوم القيامة لينالوا بذلك جنة عرضها
السموات والأرض، حيث إن أعظم نعمةٍ في الجنة النظر إلى وجه الله تعالى، ولكن الناس
متفاوتون في ذلك فمنهم من يجد ويجتهد لينال محبة الله تعال، ومنهم من يقتصد، ومنهم
من يقصِّر، ويسْمو قدر العبد وتعلو درجته ومنـزلته عند الله جل وعلا، وعند خلقه
بقدر ما يكون له من استقامة، وما يكون عنده من تضحية بالنفس والمال
في سبيل الله تعالى، وما يقرب إلى الله تعالى.
فعلى كل مسلم ومسلمة
أن يبحثا ويجدا في كل ما يقربهما من محبة الله تعالى ورضاه، ومن باب الدين النصيحة
حاولنا جمع بعض الأمور التي تكون سبباً لمحبة الله تعالى، لعل الله ينفع به
و ليكن في علمطم هذا موضوع طويل سأقسمه الى اجزاء
اترككم مع الموضوع
الحنيفية السمحة أحب الأديان إلى الله
عن ابن عباس، قال رسول الله @:
"أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة".صحيح
الجامع حديث رقم (160).
الحنيفية:
هي ملة إبراهيم، التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة والميل عن الشرك والباطل .
اتباع الله ورسوله
قال الله تعالى:+قل إن كنتم
تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم". آل عمران
الآية (31).
قال
ابن قيم الجوزية: وهي تسمى آية المحبة قال أبو سليمان الداراني لما ادعت القلوب
محبة الله أنزل الله لها محنة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .مدارج
السالكين (3/18-25) .
وقال شيخ الإسلام ابن
تيمية: وإذا كانت المحبة أصل كل عمل ديني، فالخوف والرجاء وغيرهما تستلزم المحبة وترجع
إليها، فإن الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من
الخوف لينال المحبوب،قال الله تعالى: +أُولَـٰئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ
كَانَ مَحْذُورًا".الإسراء الآية(75).وقال: +إِنَّ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
أُوْلـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".البقرة
الآية(218).و«رحمته»
اسم جامع لكل خير. «وعذابه» اسم جامع لكل شر. ودار الرحمة الخالصة هي الجنة، ودار
العذاب الخالص هي النار، وأما الدنيا فدار امتزاج.
الله يحب المحسنين
قال الله تعالى:+إن الله يحب المحسنين". سورة البقرة (195).
وعن
سمرة،قال رسول لله@:
"إن الله تعالى محسن فأحسنوا". صحيح الجامع حديث رقم (1823).
وعن
أنس، قال رسول لله@:"إذا
حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين"صحيح
الجامع (494).
وعن
شداد بن أوس: "إن الله محسن يحب الإحسان". صحيح الجامع حديث رقم (1824).
والإحسان أعلى مراتب الدين، وأعظم أخلاق العبادة، والتي هي عبادة الصالحين. والإحسان
كما جاء مفسراً في الحديث: "الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن
تراه فإنه يراك".رواه البخاري ومسلم.
انتظرونا في الجزء الثاني