لا تلعن الحياة والفشل، لا تلعن حظك في السعادة والحب، نرى أن الأكثر فشلا هم الأكثر لعنا لها! إنهم يصبون سخطهم علي ما حولهم ومن حولهم أيضا، لا على أنفسهم، لأنهم لا يرون أن للفشل أسباب أخرى، ليسوا هم مصدرها، من التحديات التي تواجههم يرونها، أما الناجحون فلهم وجهة نظر أخرى، يرون الفشل عقبات، تحديات تقف في طريق النجاح، فيجتهدون في تخطيها، وكلما تخطوا عقبة كلما اقتربوا من النجاح خطوة، لم يلعن الرسول حظا، ولا سب دهرا، ولا شتم أحد، وعندما فشل صلى الله عليه وسلم فى دعوته حتى وصل للخمسينات من عمره لم يصب لعنته على الناس، على أنهم لم يتقبلوا الدعوة، مع أنه على حق، بل أفضل الحق وأنصعه، هو الحق المطلق! ومع هذا رفضوه، بل وسبوا النبي! اثنا عشر عاما يقاوموه بقوة، وبعنف أيضا، حتى عمه، لم يرفضوه ويتركوه، بل سبوه، أساءوا إليه، وكان عمه أبو لهب يمشي وراءه في حرم الكعبة، وكلما تحدث النبي مع أحد ذهب إليه عمه وقال لا تصدقه، أنا عمه واعرفه، إنه كاذب! صبر الرسول وصمم على الهدف، لم يلعن أحدا، ولم يشكو الفشل، فلماذا تفعل أنت! اصبر، وغير رؤيتك، افعل كما فعل النبي، اصبر على الهدف، لا تتزحزح عنه، اعرف أكثر كيف تنجح، ادرس أسباب الفشل وتخطاها، فالتجربة الفاشلة تعرفك سبب جديد للنجاح، وطريقة لا يمكن النجاح بها، حتما ستصل. وان قابلتك العقبات افعل كما فعل النبي، الجأ إلى القوة العظمى في هذا الكون، اخضع لله واشكو له، قل له كما قال النبي، ادعوه وتضرع إليه: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك.