الفقر كلمة
قاسية صعبة تجعل من الحياة قاسية جدا، وما أصعب إحساس أب وأم غير قادرين
على توفير الحياة الكريمة لأبنائهم، ما أصعب إحساس العجز وطفل مريض وأب لا
يملك ثمنا للعلاج وفلذة كبده، يموت أمامه ببطء شديد وهو لا يملك غير دموع
من الحزن والحسرة، فالفقر يجعل الشّخص مهزوما وضعيفا، السّوق هو ما يشدني
للفقر، فهذه حالة فقر لرجل مسّن لا يقوى على الجلوس جيدا وحبات العرق تملأ
وجهه المتعب الذي يبدو كأنه قضى ليلته ساهرا، أمثاله كان لابد أن يكونوا في
الفراش، لكن ما الحل؟ ولا شيء يملكه يعينه على الحياة.
وطفل صغير
لم يكمل العاشرة أمي لا يعرف القراءة أو الكتابة يعمل في السوق أيضا، يحمل
في يده أكياسا يبيعها ليجد رزق يومه ليعول إخوة، هل هناك أسوأ من طفل يترك
المدرسة ليعمل، لأنه لا خيار له إلاّ العمل، نحن كمجتمع على علم كامل بحقوق
الطفل، لكن ماذا نفعل ونحن لا نقدم البديل، لا نستطيع منعه أبدا، قلوبنا
يؤلمها الأمر حتى الأعماق، لكن ما العمل وأمثاله كثيرون يكدحون من أجل أن
يحيوا فقط لا يحلمون بأكثر من منزل وتعليم ومأكل ومشرب فهل هذا كثير