عدد المساهمات : 678 نقاط : 6274 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 06/03/2010 العمر : 29 الموقع : الجزائر
موضوع: نصائح للطلاب و الطالبات قبل خوض غمار الاختبارات الخميس مارس 17, 2011 12:04 am
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيفكم جميعاً؟ إن شاء الله تكونون بأتم الصحة و العافية
هذه مجموعة نصائح بسيطة أتمنى أن يطلع عليها كل طالب و طالبة مقبل على الامتحانات النهائية ... و قد كتبتها لكم بعد بحث طويل نسبياً ليس في الكتب و لا في الإنترنت .. و لكنه بحث أجريته على ذاكرتي و استخلصت أهم النتائج و هاأنا ذا أجمعها لكم هنا لتكون عوناً لكم بإذن الله على اجتياز الامتحانات النهائية بكل سهولة و يسر
أولاً : إن العبرة ليست بالمذاكرة و لكنها بالتوفيق و التسديد الذي ليس بيد أحد إلا الله سبحانه و تعالى، فاطلبه من الله حتى يمنحك إياه، و بهذا الصدد أود أن أذكر قصة قصيرة، حدثت لي يوم أن كنت في فترة الاختبارات النهائية في الصف الثالث الثانوي الترم الثاني ... كنت أذاكر مادة الكيمياء و انتهيت منها و أنا مطمئنة و مرتاحة البال، و لكن شاء الله عز و جل أن أطلع على جدول الاختبار قبل أن أخلد إلى النوم، و كانت المفاجأة أن اختبار الغد لم يكن كيمياء و إنما كان فقه !!! لكم أن تتصوروا حجم الفاجعة التي ألمت بي وقتها، كدت أسقط على الأرض مغشياً علي من شدة الخوف، حينها ألقيت نظرة خاطفة على الساعة و كان عقربها يشير إلى الساعة الواحدة ليلاً ... و جسدي يأن من الإرهاق و شدة التعب. و تتالت على ذهني أنواع الهواجس: متى سأحفظ كل هذه الآيات التي يمتلئ بها الكتاب؟ و متى سأحفظ كل هذه الفتاوى ؟ و متى و متى ؟ عندها قررت أن أصارح أختي بهذا قبل أمي لأنني علمت حينها أنها ستتلقاني بكل أنواع اللوم و التقريع، و بالفعل صارحتها فطمأتني "جزاها الله الجنة" و قالت أنه لابد من إطلاع والدتي على الأمر و رغم أنني لم أكن أريد هذا و لكن " و عسى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيراً" و بالفعل أطلعتها أختي الكبرى على ما جرى و أنبتني كما كان متوقعاً طبعاً فأطرقت حينها و لا حيلة لي سوى ذلك. عندها نصحتني أختي أن أنام قليلاً ثم أنهض لأذاكر و من ثم أتوجه للمدرسة، و لكن أنى للنوم أن يجد طريقاً إلى عيني؟ نهضت من فراشي و الهم يفترس قلبي و ذهبت إلى أختي و أخبرتها أنني عاجزة عن النوم و أنني سأبدأ المذاكرة الآن، فأخذت تقلب صفحات الكتاب واحدة تلو الأخرى و تلقنني الآيات و كنت أسمعها و أرددها لأنني لم أكن أقدر على القراءة حتى!! من شدة ما ألم بي من تعب، و لم أكن أشعر أن هناك شيئاً منها بقي في ذاكرتي نمت ساعة و نصف الساعة، ثم توجهت لأختبر، قلبت الورقة بكل تثاقل حين استلمتها، و بدأت بالإجابات الأولى ثم الثانية ثم الثالثة و خرجت و أنا مطمئنة جداً و لم أقابل سؤالاً توقفت عنده أبداً بل أجبت بسرعة و قد علمت أن أمي جعلها الله في الفردوس كانت "تنحب لي" يعني تدعو لي دعاء مكثفاً .. و لن أنسى أن أخبركم أني قد حصلت على الدرجة النهائية في اختبار الفقه بالرغم من أن مذاكرتي لم تتجاوز الساعة و الله أو الساعتين و لكن الحمدلله أولاً و أخيراً، فقد كان كل اعتمادي على الله سبحانه و لم أعتمد على مذاكرتي التي علمت أنها لا تغني و لا تسمن من جوع "المشكله إن الكيمياء اللي ذاكرتها أربع مرات نقصت فيها درجاااات "
ثانياً: لا تلجأ للغش حتى لو أيقنت برسوبك، بل إلجأ إلى ربك، و احذر الغش و اجتنبه فالرسول صلى الله عليه و سلم يقول"من غش فليس مني" أخرجه مسلم في صحيحه، فهل يسرك أن لا تكون من أمة محمد مقابل عدة درجات؟ و الله إنها لصفقة خاسرة، فلا توقع نفسك في هذا العمل المشين و إن كنت قد اعتدت عليه فتب إلى الله توبة نصوحاً و ادع الله أن يجنبك الوقوع في الزلل و ادع بهذا الدعاء الجامع في سجودك "اللهم أرني الحق حقاً و ارزقني اتباعه، و أرني الباطل باطلاً و ارزقني اجتنابه" أخي أختي بارك الله فيكم لا تبيعوا الآخرة بعرض من الدنيا قليل .. و تذكروا نظر الله الدائم لكم و علمه المحيط بكل شيئ، وتذكروا قدرته عليكم و أنه قد يغضب سبحانه فيأخذ أخذ عزيز مقتدر، فإن قبضك الله على هذه الحال و أنت تغش، فسيبعثك عليها، فحذار حذار بارك الله فيكم من هذا المسلك المشين، فإن كان كثير من الكفار يتجنبون الغش لا لشيئ إلا لوازع القيم، فمال كثير من المسلمين يغشون و لا يبالون؟ أصلح الله الحال. و ما رأيت أحداً من الموفقين في دراستهم يغش أبداً .. بل إن الغشاشين يحظون بأدنى التقديرات و هذا ما شاهدته و لمسته من تجربتي. و لا تنس أخيراً أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه فأنت لا تدري ما هو العوض لعله يكون الجنة بإذن الله
ثالثاً: صلاة الليل تشرح الصدر، و تذهب الهم، و تنشط البدن، فحافظوا عليها خصوصاً أيام الإمتحانات التي لا تخلو من السهر طبعاً، و لو ركعتان و ادع في سجودك و سترى نتائج تبهرك بإذن الله إفعلها و لن تندم أبداً.
رابعاً: إفهم النص قبل أن تحفظه، نصيحتي لكم أن تفهموا قدر المستطاع و أن تتجنبوا الحفظ الأجوف قدر المستطاع، لأن ما تحفظه بلا فهم لا يستقر في عقلك أبداً، فافهم جيداً ما تريد حفظه و هذا سيكون أكبر عون لك بإذن الله على الحفظ.
خامساً: إذا استعصى عليك حفظ شيئ ما، فاعمد إلى التخيل، و الله إنها لتجربة أفادتني جداً، تخيل و أطلق لعقلك العنان، تخيل النص الذي تود حفظه بأي طريقة تريد، و ستفاجأ أن عقلك حين يرغب باسترجاع المعلومات، سيسترجع الصور التي ربطها بها بسلاسة و سهولة لا تتوقعها أبداً .
سادساً: إحفظ بطريقة الروابط، فهي طريقة مفيدة جداً خاصة لمن يريد حفظ الأرقام و التواريخ، و ذلك بأن تجعل لكل رقم رمزاً ما، و هذه الوسيلة تعلمتها من كتاب موسوعة الزاد، و استفدت منها كثيراً بالنسبة للأرقام الإنجليزية ...
مثلاً رقم الواحد يشبه الرمح، و رقم الإثنان يشبه البطة، و رقم الثلاثة (نسيت وش يشبه طلعوا له شبيه ) إلخ... أو مثلاً تستخدم التشابه اللفظي إذا مليت من هذي، مثلاً رقم الواحد شاهد، رقم الإثنين بنتين، رقم الثلاثة دماثة "يعني حسن الخلق" رقم الأربعة قربعة و هكذا لو أردت أن تحفظ رقم 1234 مثلاً، تتخيل أولاً شاهد واقف في المحكمة، و بنتين صغار توأم ينتظرون الحكم على أبوهم، و الرجل اللي بجنبهم يعاملهم بدماثة، و بعدها ينطق الشاهد و يحكم على الأب بالسجن فتعم الفوضى في المكان و تصير الدنيا قربعة . و هذا مجرد مثال ممكن تألف شي مختلف عنه تماماً، فبدل أن تتخيل الشاهد رجل يشهد ممكن تتخيله شاهد قبر و هكذا .
سابعاً: لا تجهد نفسك بالمذاكرة لفترات طويلة، لأن ذلك لن يفيدك قدر ما يضرك فإن شعرت بالإعياء، فاستلق قليلاً و تأمل أو استغرق في غفوة قصيرة، و لا تقلق بشأن الوقت، لأنك بغفوتك هذه قد تتمكن من مذاكرة ضعف ما ستذاكره لو استمريت على حالك تلك و في الوقت نفسه.
ثامناً: قبل النوم، صل ركعتين و ادع الله عز وجل أن ينزل السكينة على قلبك و أن يذكرك ما نسيت و أن يعلمك ما جهلت فهذا حري بإذن الله أن يطمئن فؤادك و أن يثبت المعلومات في عقلك .
تاسعاً: و هذه هي النصيحة الأهم، و هي أن لا تجعل الإختبارات تلهيك عن صلاتك مهما كلف الأمر، فإن الدنيا بأسرها لا تساوي عند الله عزوجل جناح بعوضة، فإن سمعت المؤذن فاترك ما بيدك و لب النداء كي يلبي الله نداءك حين تدعوه و يجيبك إلى ما تسأله. و أخيراً، أرجو أن أكون قد أفدتكم بمعلوماتي البسيطة جداً وفقنا الله جميعاً و أعاننا على تجاوز هذه الفترة بكل قوة و عزيمة و إصرار و عقبال ما تصيرون كلكم من الأوائل يارب....