*الحلقة الخامسة(في هيئة القراءة وطريقتها وما يستحضره المصلي في صلاته
كاتب الموضوع
رسالة
aymankakashi عضو ذهبي..""
عدد المساهمات : 655 نقاط : 6287 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/01/2010 العمر : 30 الموقع : الماكلة و الرقاد و بيع البلاد
موضوع: *الحلقة الخامسة(في هيئة القراءة وطريقتها وما يستحضره المصلي في صلاته الإثنين يناير 11, 2010 10:52 pm
*الحلقة الخامسة(في هيئة القراءة وطريقتها وما يستحضره المصلي فيصلاته)
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على إمام المرسلين. وبعد..
أ ملي أن يكون إخوتي قد اطلعوا على الحلقات السابقة، لأن كل حلقة مرتبطة بالتي تليها.. وها نحن نلتقي من جديد في رحلتنا في مجاهدة أنفسنا من أجل الخروج بصلاة من النوع الممتاز، والحرص على عدم وضع سلاح التحدي؛ تحدي الاسترسال في الأفكار، تحدي الانشغال بالدنيا، أو مجرد السهو دون التفكير في شيء محدد..
تحدثنا في الحلقة السابقة عن فاتحة الكتاب ولامسنا بعض معانيها الجليلة.. وأشرنا إلى التأثير الإيجابي لاستحضار هذه المعاني لتحصيل الخشوع بإذن الله تعالى، ونتحدث في هذه الحلقة عن أمور لا تقل أهميتها عن سابقاتها كهيئة القراءة وما الذي يجب استحضاره عند الوقوف في الصلاة لأجل تحصيل الخشوع والمحافظة عليه ..
فعند قراءة المصلي للقرآن يجب أن يعلم بأنه " قام في مقام مخاطبة ربه ومناجاته، فليحذر كل الحذر من التعرض لمقته وسخطه، بأن يناجيه ويخاطبه وقلبه معرض عنه، ملتفت إلى غيره. فإنه يستدعي بذلك مقته، ويكون بمنزلة رجل قرّبه ملك من ملوك الدنيا، وأقامه بين يديه، فجعل يخاطب الملك وقد ولاّه قفاه، أو التفت عنه بوجهه يمنة ويسرة.. فما الظن بمقت الملك الحق المبين رب العالمين وقيوم السماوات والأرضين" (أسرار الصلاة 77 لا بن القيم)
كما ينبغي للمصلي "أن يقف عند كل آية للفاتحة وقفة يسيرة ينتظر جواب ربه له كأنه يسمعه وهو يقول "حمدني عبدي" إذا قال {الحمد لله رب العالمين}.
فإذا قال: {الرحمن الرحيم} وقف لحظة ينتظر قوله " أثنى علي عبدي".
فإذا قال: {ملك يوم الدين} انتظر قوله: "مجدني عبدي".
فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} انتظر قوله: "هذا بيني وبين عبدي".
فإذا قال: {إهدنا الصراط المستقيم..} إلى آخرها انتظر قوله: "هذا لعبدي ولعبدي ما قال"........." (المصدر السابق، والحديث في صحيح مسلم)
وانتظارك هو لأجلك أنت، وليس من أجل ترك الوقت لجواب الله تعالى، فهو سبحانه لا يخضع لزمان..
وبهذا الانتظار والتأمل يطمئن المصلي لهذه الإجابات الشافية من رب ودود، ويستشعر أن ربه عز وجل يحبه ويريد له الهداية والرشاد ولا يرضى له الغواية والضلال.. وبعد التأمين اتل ما تيسر لك من القرآن، إما من قِصار السور أو من آيات أخَرْ، واحرص على تدبر معانيها هي كذلك..
ولأستحضر في صلاتي أنني لن أخرج منها حتى أنهيها فلِما لا أجعلها صلاة هادئة مطمئنة مرصعة بالسكينة والخشوع؟! ولأستحضر كذلك أنه ليس لي من صلاتي إلا ما عقلت وأنا واقف لا محالة، فلماذا أرضى بالغبن وضياع الأجر!؟ ولأستحضر أيضا أني إذا صليت الصلاة فلن أجدها إلى يوم الحساب، فمثلا، إذا صليت الظهر في يوم الخامس عشر من شوال لعام 1427، فهذا الظهر لن أجده ولن يعود إلا في يوم الحساب، وما بعده ليس إلا ظهر يوم آخر، فإن أحسنت فيه فلنفسي وإن أسأت فعليها، فلماذا أضيع هذه الفرص التي لا تتكرر، وإلى متى سأضل أضع في حسابي صلوات ناقصات الإتقان وهي لن تعود إلى يوم الجزاء، فلأستيقظ من هذا الغبن الكبير، فلست بالخِبِّ ولا الخبُ يخدعني..
وأشير إليك أيها الخاشع أن هذه الاستحضارات تكون سريعة جدا مدمجة في بعضها لا تشغلك عن المقصود الأسمى بل تكون عونا لك عليه بإذن الله تعالى..
فيا أيتها النفس اخشعي ولربك اخضعي! فقد استعذت بالله من الشيطان في بداية الصلاة فما بقيت إلا أنت!واللهَ أسأل أن ينصرني عليك، وهو المستعان..
ولقاؤنا بإذن الله في الحلقة القادمة يتجدد، فتابعونا لنيل المراد بتحصيل الخشوع والطمأنينة والسكينة في الصلاة لتكون لنا إن شاء الله راحة للأذهان والأجسام، فتابعونا إن شاء الله تعالى..
*الحلقة الخامسة(في هيئة القراءة وطريقتها وما يستحضره المصلي في صلاته