أبحرت من ميناء غزة اليوم الخميس 28/08/2008السفينتان اللتان تحملان نشطاء سياسين قاموا بكسر الحصار على غزة بتنظيم حركة "غزة الحرة".
فمنذ ساعات الصباح الأولى، كان شاطئ بحر غزة على موعد مع تكرار للصورة التي امتزجت بها مشاعر الحب والتعاطف الدافئة بين أهل غزة ومتضامنى سفينتي كسر الحصار، لتدمع العيون.. لكن هذه المرة للفراق وليس اللقاء..
تعانقت الأيادي وتبادلت القلوب تعلقا أمام القوارب التى أقلت المتضامنين متجهين نحو اختراق بحري أخر في جدار الحصار الإسرائيلي لغزة، وبصحبتهم عددا من العالقين والمرضى الذين سيخوضون رحلة كسر الحصار معهم.
واصطف المئات من المواطنين أمام ميناء غزة في تفاعل جماهيري حاشد لمراسم مغادرة (35) من نشطاء سفينتي "الحرية لغزة، وغزة الحرة" لقطاع غزة بعد خمسة أيام قضوها في غزة تفقدوا خلاله أغلب المناطق المدمرة التى طالها الحصار،.
وسمح لسبعة فلسطينين فقط بالصعود إلى سفينتي كسر الحصار قبل توجههما إلى قبرص. هؤلاء ة هم فتى مريض يبلغ من العمر ستة عشر عاما و برفقته والدته وخمسة من أفراد عائلته يحملون جوازات سفر قبرصية ....
وهي أول محاولة من قبل نشطاء وحقوقين ينتمون لسبع عشرة جنسية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عام.وكانت السلطات الاسرائيلية قد سمحت للسفينيتن بدخول المياه الإقليمية لقطاع غزة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، لكنها لم توضح ما إذا كانت ستعترض طريقهما في رحلة العودة.
وقال منظمو الرحلة إنهم لا يتوقعون اعتراض قطع بحرية اسرائيلية لسفينتيهم خاصة انهم لن يدخلوا مياها إقليمية إسرائيلية، ولكن تسود التوقعات بأن قطعا بحرية اسرائيلية قد تفتش السفينتين للتدقيق في هويات المواطنين الفلسطينين..
وقال أحد المنظمين، فاجيلياس بيسياس :"لا نقبل بأن توقف اسرائيل السفينتين، فللفلسطينين حقوق كبقية البشر. لماذا يحرم الفلسطينيون، دون بقية شعوب المتوسط، من حق استخدام مياههم الإقليمية ؟"
وقد غادر المواطن الاسرائيلي الوحيد بين المشاركين في الرحلة وعددهم 44 شخصا، وهو جيف هالبر، غادر الى إسرائيل حيث أوقفته السلطات الإسرائيلية لمدة 24 ساعة بتهمة مخالفة قانون عسكري اسرائيلي يحظر على المواطنين الإسرائيلين دخول قطاع غزة.
وقال هالبر ان السلطات الاسرائيلية اتهمته أيضا "بتسبيب الازعاج لها" قائلة انه كان يترتب على جنود اسرائيلين دخول قطاع غزة لانقاذه في حال تعرض لعملية اختطاقف.
وقال المنظمون ان حوالي عشرة من رفاقهم سيبقون في قطاع غزة لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان هناك.
يذكر أن اسرائيل تضرب حصارا حول قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه ولا تسمح الا بدخول مساعدات انسانية محدودة اليه.
وهذه بعض آراء الناشطين الكاسرين للحصار........... "قلوبــــــــــــــــنا بغزة.. وسنـــــــــــــــــــعود"
"تركنا قلوبنا في غزة..وسنعود إليها" كانت تلك الكلمات التى رددها كافة المتضامنون وهم يشدون أحزمتهم لمغادرة غزة. وبعيون مدمعة، وضع الناشط الايرلندى "درك راهم" يديه على وجهه باكيا على مغادرة غزة، قائلا "لا.. لا أريد أن أتحدث عن تلك اللحظة، لقد تركنا قلوبنا هنا في غزة، وسأتحمل هذه اللحظة لأني سأكون سعيدا باصطحاب المرضى والعالقين في السفينة لنخرجهم من هذا السجن الظالم".
وقال راهم في حديث للشبكة الإعلامية الفلسطينية "لن نترك أهل غزة وحدهم فأصدقائي سيعيشون هنا بينهم وأنا سأذهب مع مجموعة أخرى لنحشد المزيد من التضامن والدعم لهم، ونعود بالسفينتين إليها".
بينما اعتبرت الناشطة اليهودية "ايديث لوتس" المقيمة في ألمانيا أن مغادرة غزة هو استكمال للقرار الذي اتخذه أصحاب السفينتين في أن تكون الشعوب صاحبة القرار في كسر الحصار عن غزة.
وأضافت بقوة "جئنا إلى غزة لنخرج المساجين هنا، ولن نسمح للساسة في العالم بأن يتحكموا بمصير الشعوب، إننا نخرج من غزة ونحمل معنا أفلاما وصور وثائقية من صور الحصار والمعاناة في غزة وسننشرها في كافة أرجاء العالم لأن الكثيرمن الشعوب لم ترى هذه الصور بعد". وبوصف غزة... رددت الناشطة الألمانية "كاثلين اوكونور" أن وجودها في غزة منحها ثقة وفخرا لأهلها في الخارج، قائلة "الجميع أوصوني بأن أحمل هم أهل غزة، إني حزينة بمغادرتي لغزة، لكنى سأكون فخورة بأهل غزة فهم عائلتي الجميلة أمما العالم". وتابعت ..."سأنقل شجاعة وقدرة أهل غزة على العطاء رغم أنهم محرومون من كل شيء لشعبى وأهلي، وسننشر صور الحصار على جدران بلادنا ونعود بآلاف الأصوات المتضامنة مع غزة لنكسر الحصار عنها ولن نسمح بعودة هذا الحصار". وتابعت بابتسامة ممزوجة بالدموع "لن أنسى تواضع وطيبة أهل غزة هنا، وستكون ذكرىعظيمة لي طوال حياتي، لأني رأيت إنسانا هنا حتى رئيس الوزراء يشارك شعبه في المعاناة ويعيش بينهم وهذا ليس موجودا في بلادنا".
وأعلاالمتضامنون أصواتهم أمام شواطئ غزة مرددين بكلمات الحب والامتنان لأهل
غزة، مؤكدين على حمل معاناتهم إلى كل الشعوب والعودة بالمزيد من المفاجآت لكسر الحصار عن غزة.