السلام عليكم
اترككم مع الجزء السادس
الله
يحب التقي الغني الخفي
عن سعد بن أبي وقاص،
قال رسول الله @:
"إن الله تعالى يحب العبد: التقي الغني الخفي". رواه مسلم
في الزهد. التقي: هو من يترك المعاصي امتثالاً للمأمور به
واجتناباً للمنهي عنه.والغني: غنى النفس،وهو الغني المحبوب، قال ابن بطال: معنى
الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع
بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي أين يأتيه.وقال القرطبي: معنى الحديث إن
الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت
عن المطامع فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنـزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى
يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال همته
وبخله، ويكثر من يذمه الناس ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل
ذليل .والخفي:الخامل الذكر المعتزل عن الناس الذي يخفي عليهم مكانه ليتفرغ للتعبد
قال ابن حجر وذكر للتعميم إشارة إلى ترك الرياء،قال الطيبي والصفات الثلاثة
الجارية على العبد واردة على التفضيل والتمييز فالتقي مخرج للعاصي والغني للفقير
والخفي على الروايتين لما يضادها فإذا قلنا إن المراد بالغنى غنى القلب اشتمل على
الفقير الصابر والغني الشاكر منهم وفيه على الأول حجة لمن فضل الاعتزال وآثر
الخمول على الاشتهار .فيض القدير .
ازهد
في الدنيا يحبك الله
قال رسول الله @:"ازهد
في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس".صحيح
الجامع رقم (922).
الزهد: هو ترك
المباحات وما لا يحتاج إليه وإن كان حلالاً، ويقتصر على الورع وترك الشبهات .
صلاة
الجماعة أحب إلى الله
عن أبي، قال رسول الله
@:
"إن هاتين الصلاتين يعني العشاء والصبح من أثقل الصلاة على المنافقين ولو
يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، وعليكم بالصف المقدم فإنه مثل صف الملائكة،
ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته
مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى".صحيح
الجامع(2242).
الله
يحب الذي يقول آمين
عن أبي موسى، قال رسول
الله @: "إذا
صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا وإذا
قال{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين يحبكم الله". رواه مسلم،
صحيح الجامع رقم (672).
الله
يرضى عن الذي أو يشرب فيحمده
عن أنس >، قال رسول الله @: "إن
الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها". رواه
مسلم في الذكر .هذا فيمن حمد حمداً مطيعاً له طالباً حسن العمل طاهر
النفس خالصاً من قلبه فإنه إذا كان كذلك وختمه بكلمة الصدق رضي الله عنه بصدقه،
وأما من حمد على خلاف ذلك مع استيلاء الغفلة وترك الأدب مع اللّه إنما هو حمد
السكارى الحيارى الذين لا يلتفت إليهم ولايعول عليهم فهيهات هيهات. فيض القدير
بتصرف .
الله
يحب معالي الأمور
عن جابر >، قال رسول
الله @: "إن
الله تعالى جميل يحب الجمال و يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها" .
صحيح الجامع حديث رقم (1743).
وعن طلحة بن عبيدالله،
وابن عباس، قال رسول الله @: "إن الله تعالى جواد يحب الجود ويحب
معالي الأخلاق ويكره سفسافها" . صحيح الجامع حديث رقم (1744) .
إن اللّه جواد: كثير الجود أي العطاء،(يحب
الجود):الذي هو سهولة البذل والإنفاق وتجنب ما لا يحمد من الأخلاق وهو يقرب من
معنى الكرم والجود ويكون بالعبادة والصلاح وبالسخاء بالدنيا والسماح. سفسافها: أي
رديئها وحقيرها. اهـ.فيض القدير .
الله
يحب الكرم والكرماء ومعالي الأخلاق
عن سعد بن أبي وقاص،
قال رسول الله @: "إن
الله كريم يحب الكرماء، جواد يحب الجودة، يحب معالي الأخلاق ويكره
سفسافها" . صحيح الجامع حديث رقم (1800).
الله
يحب السماحة في البيع والشراء
عن أبي هريرة>، قال رسول
الله @: "إن
الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء" .
صحيح الجامع حديث رقم (1888)، صحيح سنن
الترمذي(1064).
سمح البيع: أي سهله،والسماحة:السهولة،(سمح
الشراء سمح القضاء) أي التقاضي كما سبق موضحاً ومقصود الحديث الحث على تجنب
المضايقة في المعاملات واستعمال الرفق وتجنب العسر.فيض القدير.
الله
يحب العفو
قال رسول الله@:"إن الله عفو يحب العفو".صحيح
الجامع(1779).
الله
يحب الرفق
قال رسول الله@:"إن
الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه مالا يعين على العنف".صحيح
الجامع رقم (1770).
وقال رسول الله@: "إن
الله تعالى رفيق يحب الرفق و يعطي عليه ما لا يعطي على العنف".صحيح الجامع(1771).
رفيق:أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا
يريد بهم العسر فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم ولا يجوز إطلاق الرفيق
عليه سبحانه اسماً لأن أسماءه سبحانه إنما تتلقى بالنقل المتواتر ولم يوجد .
وعن عائشة، قال
رسول الله@: "يا
عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" . رواه البخاري ومسلم
.
وفي رواية: "يا
عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي
على ما سواه".رواه مسلم.
الله
يحب المدح ويحب العذر
عن ابن مسعود، "لا
أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح
من الله ولذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل
الرسل" . رواه البخاري ومسلم.
وعن الأسود بن سريع: "ليس أحد أحب إليه
المدح من الله ولا أحد أكثر معاذير من الله" . صحيح الجامع (5369).